توجيهات نبوية للصائمين
سامي بن محمد بن جاد الله
لقد أوجب الله - عز وجل - صيام شهر رمضان على المسلمين، كما قال - تعالى -: يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون (183) {البقرة: 183}، وقال - تعالى -: شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى" والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه185{البقرة: 185}.
وصيام شهر رمضان هو الركن الرابع من أركان الإسلام، كما دل على ذلك حديث ابن عمر قال: قال رسول الله: "بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان"(1).
فالواجب على المسلم أن يتعلم من أحكام الصيام ما يقيم به صيامه على الوجه الصحيح، ومن ذلك أن يعمل بالتوجيهات النبوية التي وجهها للصائمين، وهذه بعض توجيهاته:
1- التوجيه بالإخلاص في الصوم:
عن أبي هريرة أن النبي قال: "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه"(2).
هذا توجيه نبوي كريم بأن يكون صوم العبد لله - عز وجل -، فلا يكون صومه لأجل العادة، أو لأجل موافقة الناس، أو لما في الصوم من فوائد صحية، بل يكون صومه امتثالاً لأمر الله - عز وجل -، وطلباً لمرضاته.
والإخلاص في العمل مع المتابعة لهدي النبي شرطان لابد من توفرهما لصحة العمل وقبوله، فمتى ما تخلف أحدهما فسد العمل ولم يقبل.
ومتى أخلص العبد في صومه حصل له الأجر الذي أخبر به نبينا الكريم في هذا الحديث، وهو مغفرة ما تقدم من ذنب العبد، وقد قرر أهل العلم أن هذا ونحوه خاص بصغائر الذنوب، وأما الكبائر فلا بد من التوبة منها.
2- التوجيه بالحث على السحور:
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله: "تسحروا فإن في السحور بركة" (3).
وعن عمرو بن العاص أن رسول الله قال: "فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحَر" (4).
وعن أبي سعيد قال: قال رسول الله: "السحور أكله بركة فلا تدعوه، ولو أن يتجرع أحدكم جرعة من ماء، فإن الله وملائكته يصلون على المتسحرين" (5).
هذه الأحاديث النبوية فيها التوجيه للصائم بأن يتسحر قبل صومه، وأن في سحور الصائم بركة، والبركة هي الخير الكثير، وتحصل البركة بالسحور من عدة جهات، قال الحافظ ابن حجر: "البركة في السحور تحصل بجهات متعددة، وهي: اتباع السنة، ومخالفة أهل الكتاب، والتقوي به على العبادة، والزيادة في النشاط، ومدافعة سوء الخلق الذي يثيره الجوع، والتسبب بالصدقة على من يسأل إذ ذاك، أو يجتمع معه على الأكل، والتسبب للذكر والدعاء وقت مظنة الإجابة، وتدارك نية الصوم لمن أغفلها قبل أن ينام"(6)ا. ه
والسحور يحصل بأقل ما يتناوله المرء من مأكول أو مشروب كما دل عليه حديث أبي سعيد الخدري السابق.
فعلى المسلم أن يحرص على أن يتسحر قبل صومه اقتداء بهدي النبي، وطلباً للبركة التي تحصل بذلك، ومخالفة لأهل الكتاب، الذين أمرنا بمخالفتهم ونهينا عن التشبه بهم.
4- التوجيه بالحث على التسحر بالتمر:
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: "نعم سحور المؤمن التمر"(7).
هذا الحديث فيه توجيه من النبي للصائم أن يتسحر بالتمر، وأنه من أحسن ما يتسحر به المؤمن، ولا تخفى الفوائد العظيمة الموجودة في التمر، وستأتي إن شاء الله الإشارة إلى شيء من ذلك.
5- التوجيه بأمر الصائم بالصوم عن عموم المحرمات في جميع الأحوال:
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: "من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه" (
.
هذا الحديث فيه توجيه للصائم أن لا يكون صومه عن المباحات من الأكل والشرب والجماع دون المحرمات من الأقوال والأفعال، فإن من أهم مقاصد الصيام تقوى الله - عز وجل -، كما نص على ذلك ربنا - جل وعلا - في كتابه الكريم، قال - تعالى -: "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون 183 "{البقرة: 183}، بل تجد أن الله - عز وجل - قد ختم المقطع المتعلق بأحكام الصيام من سورة البقرة بالتأكيد على التقوى، فقال - تعالى -: كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون 187 {البقرة: 187}.
والتقوى: هي أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية بفعل أوامره واجتناب نواهيه.
قال ابن رجب: "اعلم أنه لا يتم التقرب إلى الله - تعالى - بترك هذه الشهوات المباحة أي الأكل والشرب والجماع في غير حالة الصيام إلا بعد التقرب إليه بترك ما حرمه الله في كل حال، من الكذب والظلم والعدوان على الناس في دمائهم وأموالهم وأعراضهم، ولهذا قال النبي : "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" خرجه البخاري.
وفي حديث آخر: "ليس الصيام من الطعام والشراب، إنما الصيام من اللغو والرفث" قال أبو موسى المديني: هو على شرط مسلم.
قال بعض السلف: أهون الصيام ترك الشراب والطعام. وقال جابر: إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم، ودع أذى الجار، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء.
....وسر هذا أن التقرب إلى الله - تعالى - بترك المباحات لا يكمل إلا بعد التقرب إليه بترك المحرمات، فمن ارتكب المحرمات ثم تقرب بترك المباحات، كان بمثابة من يترك الفرائض ويتقرب بالنوافل، وإن كان صومه مجزئاً عند الجمهور بحيث لا يؤمر بإعادته، لأن العمل إنما يبطل بارتكاب ما نهي عنه فيه لخصوصه، دون ارتكاب ما نهي عنه لغير معنى يختص به، هذا هو أصل جمهور العلماء...
ولهذا المعنى - والله أعلم - ورد في القرآن بعد ذكر تحريم الطعام والشراب على الصائم بالنهار ذكر تحريم أكل أموال الناس بالباطل(9)، فإن تحريم هذا عام في كل زمان ومكان، بخلاف الطعام والشراب، فكان إشارة إلى أن من امتثل أمر الله في اجتناب الطعام والشراب في نهار صومه، فليمتثل أمره في اجتناب أكل الأموال بالباطل، فإنه محرم بكل حال لا يباح في وقت من الأوقات"(10) ا. ه
6- توجيه الصائم إلى الكف عن الأخلاق السيئة:
عن أبي هريرة عن النبي {قال: "إذا أصبح أحدكم يوماً صائماً فلا يرفث ولا يجهل، فإن امرؤ شاتمه أو قاتله فليقل: إني صائم، إني صائم"(11).
هذا الحديث تضمن التوجيه باجتناب الصائم للأخلاق السيئة، ومما هو معلوم أن الدين الإسلامي جاء بالدعوة إلى حسن الخلق، كما قال: "إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق"(12).
وحسن الخلق من الأعمال الصالحة التي رتب عليها ربنا - عز وجل - أجورًا عظيمة، كما في حديث أبي الدرداء أن النبي قال: "ما من شيء أثقل في ميزان العبد المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق، وإن الله ليبغض الفاحش البذيَّ "(13).
وحسن الخلق ليس مقصورًا على زمان أو مكان، ولكنه يتأكد في شهر رمضان وفي حالة الصيام، لشرف الزمان والحال.
وإن من أجل الحكم التي شرع لأجلها الصيام تربية النفس على حسن الخلق، كما وردت الإشارة إلى ذلك في عدة أحاديث منها حديث أبي هريرة السابق.
وقال جابر بن عبد الله: "إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم، ودع أذى الجار، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء".
قال أبو العالية: الصائم في عبادة ما لم يغتب أحدًا، وإن كان على فراشه(14).
وقال الإمام أحمد: ينبغي للصائم أن يتعاهد صومه من لسانه، ولا يماري، ويصون صومه، كانوا إذا صاموا قعدوا في المساجد وقالوا: نحفظ صومنا. ولا يغتاب أحدًا، ولا يعمل عملاً يجرح به صومه (15).
وحسن الخلق يشمل: اجتناب الأخلاق السيئة، والتحلي بالأخلاق الحسنة.
فمن الأخلاق السيئة التي يجب على المسلم اجتنابها: الكذب، واللعن، والسب والشتم، والتعدي على الآخرين بالضرب ونحوه، والغيبة، والنميمة، ونحو ذلك من الأخلاق السيئة الذميمة.
ومن الأخلاق الحسنة التي ينبغي للمسلم أن يتحلى بها: التواضع ولين الجنب، والرفق، والحلم واجتناب الغضب لحق النفس، والعفو عن الناس، وبشاشة الوجه، وإفشاء السلام، والإيثار والمواساة، والحياء، وغيرها من الأخلاق الحسنة المحمودة.
7- توجيه الصائم إلى عدم المبالغة في الاستنشاق:
عن لَقِيط بن صبرة قال: قلت: يا رسول الله، أخبرني عن الوضوء؟ قال: " أسبغ الوضوء، وخلل بين الأصابع، وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائمًا" (16).
الاستنشاق من فروض الوضوء، وهو إدخال الماء في الأنف وجذبه بالنفس، ومن المسنون في الوضوء المبالغة في الاستنشاق، إلا أن النبي وجه الصائم إلا عدم المبالغة في ذلك حالة الصيام لما يخشى من وصول الماء إلى الجوف، وذلك من الأمور المنافية للصيام.
8- توجيه الصائم الذي أكل أو شرب وهو ناس:
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: "من نسي وهو صائم، فأكل أو شرب فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه" (17).
وقد روى الإمام أحمد لهذا الحديث سبباً فأخرج من طريق أم حكيم بنت دينار عن مولاتها أم إسحاق أنها كانت عند النبي فأتي بقصعة من ثريد فأكلت معه، ثم تذكرت أنها كانت صائمة، فقال لها ذو اليدين: الآن بعد ما شبعت؟ ! فقال لها النبي: "أتمي صومك، فإنما هو رزق ساقه الله إليك" (18).
"ومن المستظرفات ما رواه عبد الرزاق عن ابن جريج عن عمرو بن دينار: أن إنساناً جاء إلى أبي هريرة فقال: أصبحت صائماً فنسيت فَطَعِمت، قال: لا بأس. قال: ثم دخلت على إنسان فنسيت وطعمت وشربت؟ قال: لا بأس، الله أطعمك وسقاك. ثم قال: دخلت على آخر فنسيت فطعمت؟! فقال أبو هريرة: أنت إنسان لم تتعود الصيام"(19).
فإذا أكل الصائم أو شرب ناسياً، فإن ذلك لا يؤثر على صومه، ولكن يجب عليه حال التذكر مباشرة أن يلفظ ما في فمه من طعام أو شراب، لأنه إذا ابتلع شيئاً بعد التذكر فإنه يفسد صومه بذلك.
9- توجيه المسافر إلى الفطر إن كان الصوم يشق عليه:
عن حمزة بن عمرو الأسلمي أنه قال: يا رسول الله، أجد بي قوة على الصيام في السفر، فهل علي جناح؟ فقال رسول الله: "هي رخصة من الله - تعالى -، فمن أخذ بها فحسن، ومن أحب أن يصوم فلا جناح عليه" (20).
وعن جابر بن عبد الله أن رسول الله خرج عام الفتح إلى مكة في رمضان، فصام حتى بلغ كراع الغميم، فصام الناس، ثم دعا بقدح ماء، فرفعه حتى نظر الناس إليه، ثم شرب، فقيل له بعد ذلك: إن بعض الناس قد صام. فقال: "أولئك العصاة، أولئك العصاة". وفي رواية أخرى: فقيل له: إن الناس قد شق عليهم الصيام، وإنما ينظرون فيما فعلت، فدعا بقدح من ماء بعد العصر (21).
يجوز للمسافر في رمضان أن يفطر، لقوله - تعالى -: فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على" سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر185 {البقرة: 185}.
ولكن هل الأفضل للصائم الفطر أم الصوم؟ مجموع الأحاديث التي وردت في هذه المسألة تدل على التفصيل التالي:
- إذا كان الصوم لا يشق على المسافر فإن الأفضل له الصوم، لأن ذلك أسرع في إبراء الذمة ولشرف الزمان، مع جواز الفطر في حقه.
- إذا كان الصوم يشق على الإنسان فهنا الذي يتعين عليه الفطر، والله - عز وجل - يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه.
10- التوجيه بتعجيل الفطر:
عن سهل بن سعد أن رسول الله قال: "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر" (22).
وعن عبد الله بن أبي أوفى قال: قال رسول الله: "إذا غابت الشمس من ها هنا، وجاء الليل من ها هنا، فقد أفطر الصائم" (23).
لقد حدد الله - عز وجل - بداية الصوم ونهايته، كما في قوله - تعالى -: وكلوا واشربوا حتى" يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل187 {البقرة: 187}.
فالواجب على المسلم أن يتقيد بما حدده الله - عز وجل - من وقت، ولا يتجاوزه لا في البداية ولا في النهاية، ولهذا وجه النبي الصائم إلى التعجيل بالفطر، لما في ذلك من تمام الالتزام بما شرعه الله - عز وجل -، ولا شك أن الناس ما تمسكوا بما جاء عن الله - عز وجل - وعن رسوله فهم في خير، ومتى خالفوا ذلك دخل فيهم الشر.
11- التوجيه بالنهي عن الوصال:
عن أبي هريرة قال: نهى رسول الله عن الوصال، فقال رجل من المسلمين: فإنك يا رسول الله تواصل؟! قال رسول الله: "وأيكم مثلي، إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني". فلما أبوا أن ينتهوا عن الوصال واصل بهم يومًا، ثم يومًا، ثم رأوا الهلال، فقال: "لو تأخر الهلال لزدتكم" كالمنكل لهم حين أبوا أن ينتهوا(24).
وعن أنس بن مالك قال: كان رسول الله يصلي في رمضان، فجئت فقمت إلى جنبه، وجاء رجل فقام أيضاً حتى كنا رهطاً، فلما أحس النبي أنا خلفه جعل يتجوز في الصلاة، ثم دخل رحله، فصلى صلاة لا يصليها عندنا، قال: فقلنا له حين أصبحنا: أفطنت لنا الليلة؟ فقال: "نعم، ذاك الذي حملني على الذي صنعت". قال: فأخذ يواصل رسول الله ، وذاك في آخر الشهر، فأخذ رجال من أصحابه يواصلون، فقال رسول الله: "ما بال رجال يواصلون، إنكم لستم مثلي، أما والله لو تمادَّ لي الشهر لواصلت وصالاً يدع المتعمقون تعمقهم" (25).
وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: نهاهم النبي عن الوصال رحمة لهم، قالوا: إنك تواصل؟! قال: "إني لست كهيئتكم إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني" (26).
وعن أبي سعيد أنه سمع النبي يقول: "لا تواصلوا، فأيكم أراد أن يواصل فليواصل حتى السحر". قالوا: فإنك تواصل يا رسول الله؟! قال: "إني لست كهيئتكم إني أبيت لي مطعم يطعمني وساق يسقيني" (27).
الوصال هو أن يستمر الصائم في الإمساك عن الطعام والشراب بعد غروب الشمس، وقد كان النبي {يواصل، ولكن دلت الأحاديث السابقة على أن هذا من خصائصه، وقد رخص النبي في الوصال لمن أحب ذلك ولكن إلى السحر، والأولى للإنسان أن لا يواصل عملاً بالأحاديث التي فيها الحث على تعجيل الفطر، والتي سبقت الإشارة إليها، ولما في هذه الأحاديث من أن الأولى ترك الوصال، والله - تعالى -أعلم.
12- التوجيه بأفضل ما يفطر عليه الصائم:
عن سلمان بن عامر قال: قال رسول الله: "إذا كان أحدكم صائماً فليفطر على التمر، فإن لم يجد التمر فعلى الماء، فإنه طهور" (28).
قال ابن القيم: "وهذا من كمال شفقته على أمته ونصحهم، فإن إعطاء الطبيعة الشيء الحلو مع خلو المعدة، أدعى إلى قبوله، وانتفاع القوى به، ولا سيما القوة الباصرة، فإنها تقوى به، وحلاوة المدينة التمر، ومر بهم عليه، وهو عندهم قوت، وأدم ورطبة فاكهة.
وأما الماء، فإن الكبد يحصل لها بالصوم نوع يبس، فإذا رطبت بالماء، كمل انتفاعها بالغذاء بعده، ولهذا كان الأولى بالظمآن الجائع، أن يبدأ قبل الأكل بشرب قليل من الماء، ثم يأكل بعده، هذا مع ما في التمر والماء من الخاصية التي لها تأثير في صلاح القلب لا يعلمها إلا أطباء القلوب" ا. ه(29).
13 التوجيه بالحث على تفطير الصائمين:
عن خالد بن زيد عن النبي قال: "من فطر صائمًا فله مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء" (30).
هذا الحديث فيه التوجيه بتفطير الصائمين، وأن من فعل ذلك يحصل له من الأجر مثل أجر الصائم دون أن ينقص من أجر الصائم شيء، وهذا فضل عظيم ولا شك، فينبغي للمسلم أن يحرص عليه، ولا يفوت على النفس فرصة الأجر والثواب.
قال ابن رجب - وهو يعدد بعض فوائد شهر رمضان -: "ومنها إعانة الصائمين والقائمين والذاكرين على طاعاتهم، فيستوجب المعين لهم مثل أجرهم، كما أن من جهز غازياً فقد غزا، ومن خلفه في أهله فقد غزا" ا. ه(31).
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـــــــــــــــــــ