بسم الله الرحمن الرحيم
و الحمد لله رب العالمين
و الصلاة و السلام على سيد النبيين و أشرف المرسلين
سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
أما بعد
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أولا
لم يقل القرآن أن عيسى عليه و على نبينا الصلاة و السلام هو روح الله
بل قال: روح من الله
[النساء:171 ]-[ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً
ثانيا
هل لله روح؟
لا أخى الحبيب لم يثبت أن لله روح
فالروح هى مخلوق خلقه الله عز و جل و جعلها سبب حياة البشر
لذلك فالإنسان يحتاجون لهذه الروح المخلوقة لكى تكون سببا فى حياتهم بأمر الله
أما الله عز و جل فهو حى فى ذاته بصفة الحياة الذاتية فيه عز و جل ولا يحتاج لأى شئ يحيا به
إذن الروح هى مخلوق من مخلوقات الله
ثالثا: ما معنى روح من الله؟
هذه الإضافة أخى ليست للتبعيض. أى أنها لا تعبر عن صفة من صفات الله أو بعض منه مع العلم أن الله عز و جل لا يتبعض ولا يتجزأ سبحانه و تعالى. فلا ينفصل عنه شئ ولا يحل فيه شئ و إنما هو أزلى أبدى عز و جل كان و لم يكن شئ و لا زال كما كان قبل خلق كل شئ.
إذن الروح ليست صفة من صفات الله
لكن الإضافة هنا للملكية والتشريف.
أى أن هذه الروح التى يمتلكها الله عز و جل و يتصرف فى أمرها.
و هذا أمر معلوم فى اللغة
فيمكن أن نقول:
يد بدوى. رأس بدوى. .... هذه الإضافة للتبعيض لأن اليد و الرأس من صفات بدوى.
و يمكن أن نقول:
قميص بدوى. كتاب بدوى. بيت بدوى. قلم من بدوى ... هذه الأشياء ليست صفات فى بدوى ولا أجزاء منه و إنما هى ممتلكات يمتلكها بدوى. و القلم أنا أخذته من ممتلكات بدوى.
كذلك نقول:
رحمة الله. مغفرة الله. يد الله .... هذه صفات لله عز و جل
و أيضا نقول:
بيت الله. ناقة الله. روح الله .... أى البيت الذى يملكه الله عز و جل و الناقة التى خلقها الله عز و جل و الروح التى خلقها الله عز و جل و يمتلكها و هى ليست من ذاته.
و لا يغيب عنك أخى أن إضافة هذه الأشياء لله عز و جل هى من باب التشريف ايضا
رابعا: لماذا اختص الله عز و جل سيدنا المسيح عيسى بن مريم بهذا الوصف دون غيره؟
الحقيقة أننا أرواحنا كلنا من الله
لكننا كلنا أتينا نتيجة سبب بشرى أيضا بأمر من الله
و هو لقاء رجل بامرأة. فأصبح هذا سبب لوجودنا و الله هو المسبب.
أما سيدنا المسيح عيسى بن مريم عليه و على نبيناالصلاة و السلام فقد أتى بدون سبب بشرى
بدون لقاء رجل و امرأة
أتى بنفخ الروح مباشرة فى أمه العذراء الصديقة
لذلك وصفه بروح من الله هو تأكيد لأنه لم يأت بطريقة بشرية و إنما أتى بطريقة معجزة بأمر مباشر من الله عز و جل و دون تدخل بشرى ولا أسباب جسدية
لذا وصفه الله عز وجل صلى الله عليه و على نبينا و سلم أنه روح من الله دونا عن باقى البشر تأكيدا لإعجاز خلقة و تبرئة لأمه العذراء الصديقة من أى كلمة سوء قد يطلقها عليها جاهل.
و فى النهاية لا تنسى أخى الحبيب قوله تعالى:
[آل عمران:59 ]-[ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ
و هذا يؤكد المعنى السابق أن سيدنا عيسى عبد مخلوق نفخ فيه الروح المخلوقة فصار حيا بأمر الله مثل سيدنا آدم عليهما و على نبينا الصلاة و السلام.
موضوع: ما معنى قول القرآن إن عيسى روح الله ؟ 
السبت أغسطس 30, 2008 4:44 am
